إذا كان هناك شيء واحد يمكنه أن يهزمك بنسبة 100٪ ويقوض كافة جهودك، فهو الشعور بالخجل.
- جسدك لا يبدو كما ينبغي
- كان يجب أن تتصرف بشكل مختلف أو تقول شيئًا مختلفًا
- لا ينبغي أن يكون لديك تلك الأحلام أو الرغبات
- يجب أن تكون أكثر إنجازًا / في علاقة / لديك أطفال
- يجب أن تكون أكثر تنظيمًا
- يجب أن تأخذ مساحة أقل
والقائمة تطول. يحتوي كل مثال من هذه الأمثلة على كلمة "يجب"، والتي تشير دائمًا إلى أن ما يلي سيكون حكمًا على الذات إذا قاله الشخص لنفسه، أو حكمًا من قبل شخص آخر. "يجب" هي إشارة أخرى على أن الناقد الداخلي هو المسؤول عن حدوث هذا القصور.
بسبب المجتمع الذي نعيش فيه وممارسات الأجيال الأكبر سناً (الذين تأثروا أيضًا بالأجيال التي سبقتهم)، سنعيش جميعًا هذا الشعور بين الحين والآخر. ومع ذلك، فإنه ليس شعورًا حميدًا. لأن لديه القدرة على إضعاف العزيمة وإخضاعك للنقد واللوم الدائم، وإذا استسلمت لهذه المشاعر قد تدفعك إلى الانتحار أو إيذاء نفسك. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للمشاعر المخزية أن تعيق التعافي أو الإصلاح. باختصار، إنه شعور لا جدوى منه يعمل فقط كأداة لمعاقبة أنفسنا أو لمعاقبة الآخرين لنا، للسيطرة علينا أو التلاعب بنا.
الخجل يزعجني حقًا. ربما يمكنك الكشف عن ذلك.
الخجل يمثل عامل كبير في الصراع بين الأجيال في عائلتي، وهو ما يفسر سبب ردة الفعل القوية تجاهه. لم أتمكن من حب نفسي لفترة طويلة بسببه، ودمر الأشخاص المحيطين بي نتيجة لذلك. كان لدي مستويات عالية جدًا من الخجل، وكان ذلك أحد الأسباب التي جعلتني أعاني من ضعف عزيمتي لسنوات عديدة. لا أعتقد أن هناك شيء يسمى "الخجل الصحي"، وإذا فكرت حقًا في الأمر وسألت الأشخاص الذين يستخدمون هذا المصطلح عما يقصدونه، فإنهم يشيرون في معظم الأحيان إلى الشعور بالذنب.
الشعور بالخجل مقابل الشعور بالذنب
إليك روايتان تفرقان بين الشعور بالخجل والشعور بالذنب:
- الشعور بالذنب: لقد ارتكبت خطأ. قلت شيئاً تسبب في مشكلة.
- الشعور بالخجل: أنا المخطئ. أنا المشكلة.
يمكن أن يكون الشعور بالذنب مؤشرًا مفيدًا على أنك قد تحتاج إلى إعادة النظر في أسلوبك في التعامل مع الموقف أو تغيير سلوكك أو التفكير في كيفية تعاملك مع المشاعر. هذه المعلومات مفيدة للصمود. إنها مرتبطة بشيء قلته أو فعلته، أشياء يمكن تصحيحها وتغييرها.
وهذا يختلف عن الطريقة التي يعمل بها الخجل. فالشخص والفعل لا يمكن فصلهما أبدًا. إنه الشعور بأنك مخطئ أو محطم بطبيعتك. ينتج عنه إحساس جامح بالضعف الناتج عن الخجل، ولهذا السبب يمكن أن يكون أداة فعالة للتلاعب. عندما تحط من قدر شخص ما، يمكنك السيطرة عليه. الخجل موجود في العديد من الأشكال السلطوية، بما في ذلك السلطة التي يستخدمها رجال الدين المزيفين.
السجناء الذين يشعرون بالذنب لا يعاودون الجريمة، لكن الذين يشعرون بالخجل يفعلون ذلك
إليك توضيح للآثار المختلفة للشعور بالذنب والخجل، وكيف يؤثران على قدرة الشخص لإعادة ارتكاب الجريمة. تم دراسة العوامل التي تؤثر على احتمالية عودة شخص للجريمة بعد إطلاق سراحه من السجن في بحث أُجري على السجناء الأمريكيين ونُشر في مجلة العلوم النفسية التي تصدرها جمعية العلوم النفسية.
ووفقًا للنتائج، فإن السجناء الذين يشعرون بالذنب بشأن أفعال محددة يتجنبون العودة للسجن فيما بعد. أما الأشخاص الذين يميلون للشعور بالخجل من أنفسهم هم أكثر عرضة للإجرام من جديد أو العودة للسجن.
تجاوز الخجل
الخجل شائع في مجتمعنا، وقد لا تكون على دراية بمدى تحكمه فيك أو دوره في إضعاف قدرتك على الصمود. ابدأ بالبحث عن هذا الإحساس الذي يجول في صدرك ويجعلك تشعر بأنك تريد الاختفاء عندما تقوم بفعل شيء ما. يمكن أن يكون هذا الشعور علامة على أنك تشعر بالخجل.
من المحتمل أن تصاب بالشلل من كثرة التفكير حول ما قد يعتقده الآخرون عنك وتصبح مهووسًا بذلك. من الممكن أن تكون قد استوعبت حجم الخزي الذي حدث لك وأنشأت رواية داخلية تنتقد الآخرين وتحكم عليهم باستمرار (على سبيل المثال، أفكار مثل: "أنا غبي جدًا، أكره نفسي").
الغضب هو أيضًا رد فعل شائع جدًا على الخجل، وبما أن الخجل هو أصعب العواطف التي يمكن الشعور بها، يمكن أن يتم تمويهه في العديد من الأشخاص. فذلك أبسط وأكثر إرضاءًا للتصرف بشكل عدائي. أخيرًا، فإن الكثير من سلوكيات التخدير، مثل الإدمان، سواء أكان ذلك ادمانًا للطعام أو الجنس أو الكحول أو حتى الجلوس لساعات طويلة لمشاهدة نتفليسكس لإخفاء ما تشعر به حقًا، هي علامات على الخجل.
اجعل هذا العام هو عام التخلص من الخجل
سنشعر بالخجل في مراحل مختلفة من حياتنا؛ ومع ذلك، كلما كنت أكثر مرونة، كان بإمكانك ببساطة السماح لنفسك بملاحظة الشعور ثم التخلص منه، بدلاً من أن يتغلب عليك. كلما قل شعورك بالخجل، كلما كنت أكثر ثقة بالنفس، وكان من الأسهل عليك أن تكون على طبيعتك، وكلما زادت قدرتك على تكوين روابط ذات معنى وعيش حياة سعيدة وهادفة.
كيف تحرر نفسك من الشعور بالخجل؟
أربع نصائح لتحرير نفسك من الخجل:
1. اكتشف مصدر الخجل لديك:
يمكنك اتخاذ خطوات للمساعدة على التخلص من مشاعر الخجل بمجرد معرفة أسباب حدوثه ومصدره.
2. اجعل خجلك يرى النور:
الخجل نادرًا ما ينجو من الكشف عنه ولا يستطيع تحمل الشفقة والتعاطف، وذلك لأنه عندما نتحدث عن خجلنا، فإن غالبية الناس يستجيبون بلطف أو بالدعم الإيجابي. على سبيل المثال، إذا قال لك شخص ما: "أخشى أنك لن تحبني"، فماذا ستقول؟
عندما تتحدث عن خجلك، من المهم أن تشعر بالأمان عند التحدث عنه مع شخص موثوق به.
3. اطلب التعاطف الذاتي:
أعتقد أنني سأستمر في قول هذا حتى نهاية الزمان؛ التعاطف مع النفس لا يتعلق بإعفاء الشخص من المسؤولية. نحن الناجون الذين تمت رعايتهم، وأولئك الذين يزدهرون يعرفون كيف يبنون لأنفسهم عالمًا داخليًا عطوفًا على الذات. يزدهر العمل والتنمية والتواصل في هذه البيئة. يدمر الخجل بيئيتك ويحولها أرضًا قاحلة.
4. فكر في التحدث مع مدرب:
يمكن أن يؤدي العمل مع مدرب إلى تسليط المرآة على أماكن في حياتك هي المسئولة عن حدوث ذلك، وغالباً نحن لا ندرك متى نخجل من أنفسنا أو نسمح للآخرين بإحراجنا. ولذا انت في حاجة لشخص يعرف علامات الخطر ويمكنه مساعدتك على التوقف عند الحاجة.
الخجل مشكلة حقيقية وواقعية، ولكن يجب ألا يكون حاجزًا يمنعك من المضي قدمًا. يعتمد الصمود على القدرة على التعامل مع تأثيره في حياتك. مراجعة كيفية تعاملك مع الخجل بدعم وتوجيه من المدرب يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا إذا كنت تعاني بشكل متكرر من عدم تقبل الذات، أو كنت غير قادر على اتخاذ القرارات بثقة، أو التعامل مع الفشل، أو مسامحة نفسك على الأخطاء.